حاجة الطفل الى الامن

السلام عليكم

تفضلو الموضوع

حاجة الطفل إلى الأمن
<BLOCKQUOTE class="postcontent restore ">

تعتبر الحاجة إلى الأمن من أهم الحاجات النفسية التي يسعى الطفل إلى إشباعها والرغبة في الأمن رغبة أكيدة ، ولا يتقدم الطفل بسهولة في ميدان ما إلا إذا اطمأن وشعر بالأمن في شئونه الحيوية ، وفقدان الأمن يترتب عليه القلق والخوف وعدم الاستقرار ..

والطفل يولد عاجزا ضعيفا في عالم غريب جديد عليه ، وهذا الطفل الضعيف العاجز لن يكتب له البقاء ويستمر في نموه إلا إذا أحيط بالأمن .. والحاجة إلى الأمن ترتبط عند الطفل بالحاجات العضوية الفسيولوجية ..

ولهذا يتوقف أمن الطفل في فترة رضاعه على ما يلقاه من إشباع لحاجاته الملحة في هذه الفترة .. وقد أكد الإسلام أمر الرضاعة من ثدي الأم .. فالطفل يستقي من ثدي أمه ما يحتاج إليه من الأمن الانفعالي من جراء الاتصال الوثيق بالأم ، كما تقوى ثقته بنفسه من خلال اتصاله بجسمها وشعوره بدفئها ..

وأكدت التربية الإسلامية أمر حنان الأم ، فذلك لازم لإحساس الطفل بالأمن ولازدياد ثقته بها ، التي يشتق منها ثقته في نفسه ، ثم في المجتمع بأسره ، وقد أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على نساء قريش لحنانهن على أولادهن فقال ( نساء قريش خير نساء .. أحناه على الطفل )
ومن مظاهر هذا الحنان الذي يساعد على إقامة علاقات انفعالية ناجحة بين الطفل وأمه ملاعبة الأم للطفل وترقيصه وهدهدته وغير ذلك .

وثمة أمر هام في إشباع حاجة الطفل إلى الأمن تنبه إليه علماء المسلمين المربون ، وهو ضرورة أن يتم فطام الطفل على التدرج فعلى الأم إذا أرادت فطامه أن تفطمه على التدريج ولا تفاجئه بالفطام وهلة واحدة ، بل تعوده إياه وتمرنه عليه لمضرة الانتقال عن الألفة والعادة مرة واحدة .. وذلك أمر هام جدا للصحة النفسية للطفل .. ذلك لأن الفطام المفاجئ يمثل عملية حرمان قاسية لا يزال الرضيع أصغر من أن يتحملها ، كما أن الفطام المفاجئ قد يُكون عند الطفل بعض الميول العدوانية إزاء العالم الخارجي الذي يعتبر مسئولا في نظره عن حرمانه من صدر أمه ..

وتعتبر التربية الإسلامية أن حرمان الطفل من أمه والتفريق بينهما من العوامل التي تزلزل أمنه خلال السنوات الأولى من حياته .. وذلك لأن غياب الأم عن الطفل يؤدي إلى اكتئابه لهذا الغياب واتجاهه إلى الانطواء على نفسه والابتعاد عن الناس وعدم قدرته على تكوين علاقات اجتماعية لعدم ثقته في الناس وفي نفسه .. هذا فضلا عن اتصافه بمظاهر تعبر عن قلق دفين وعدم اطمئنان مثل الحركة الزائدة ، كما أنه لا يستطيع التحكم في دوافعه وضبطها فيعرف بالسلوك العدواني ، وكثرة الثورات الانفعالية والمشاكل السلوكية ..

وفي سبيل إشباع الطفل إلى الأمن حرص الإسلام على أن لا يكون الطفل مسرحا يظهر عليه أحد الوالدين رغباته الغير مشروعه .. كأن يستخدمه في إيذاء شعور الوالد الأخر أو الكيد له ، كالأم مثلا تقصر في تربية الطفل البدنية أو النفسية لتغيظ الأب ، أو يحرم الأب الطفل من أمه بعد فترة الحضانة .. فكيف تحسن تربية طفل بين أبوين هم كل واحد منهما إيذاء الأخر والضرر به .

ولكي يشعر الطفل بالحب إزاء العالم الذي عليه أن يعيش فيه ينبغي أن يتعلم قبل كل شيء داخل أسرته أي مجتمعه الصغير المعنى العميق للحب الذي يشبع حاجته إلى الأمن ، وذلك بالتأكد من حب والديه والمحيطين به من خلال الحياة اليومية ..

والتربية الإسلامية تهتم بذلك ولها وسائلها المتعددة للتعبير عن هذا الحب كالتعبير بالقبلة ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : قدم ناس من الأعراب على رسول الله فقالوا : أتُقبلون صبيانكم ، فقال نعم ، قالوا : لكنا والله ما نُقبل ، فقال : رسول الله ( وما أملك إن كان الله نزع منكم الرحمة ) ..
ومن وسائل التعبير عن الحب أيضا ضم الطفل إلى الصدر وحمله على العاتق ، قال البراء رأيت رسول الله والحسن على عاتقه وهو يقول ( اللهم إني أحبه فأحبه )
ومن الوسائل التعبير عن الحب مسح رأس الطفل في رفق فهذا يشعره بالأمن والأمان ، والإقبال على الأطفال ومداعبتهم والسلام عليهم ..

فهذا الأسلوب وهذا الحب من خلاله يشبع الطفل حاجته إلى الأمن .. هذه الحاجة التي تمثل حجر الزاوية في حاجاته النفسية جميعا ..

مع تحياتي

</BLOCKQUOTE>

الله يسلمك

شكرا على ردك الاروع

نورت الموضوع

موضوع مفييد
شكراً لكك
ننتظر المزيد