صباح الورد..
...صباح الحب
الورد يقترن بالحب
دائما هما متجاوران متلاصقان
كأنهما حبيبان
اذا صبحنا بالورد
غنى فى قلوبنا الحب
وطلب ان يكون مع الورد لحبيبتى
....الصباح اليوم يختلف عن كل صباح
فيه الربيع قادم غدا.
...يزيل كل آثار الشتاء
بدأ الربيع بنسماته يرفع كل اوراق الشجر
المتساقطه
يجمعها
ولا نعرف اين يلقيها
كل مانراه ان الارض اصبحت سندسيه خضراء
وزنبقه الامس
هى ورده اليوم
وتتفتح بايقاع منتظم باقى الوردات
لما أشرقت الشمس
أطلت الورود تحييها
وتطلب منها الذهب
لتتجمل به الاوراق
أنظروا
لهذه الحمراء الفاتنه
فتحت اوراقها تحتضن الذهب
فيكون الاحمر بظلال الذهب
وهذه البيضاء لما سقط عليها الذهب
تمايلت حسنا بنظافتها ودلالها
وهذه الصفراء
وتلك البنفسجيه
عطر الور يتناثر ويقفز على كل شعاع
يتسلق العطر على حرير النهار
ينتظرنا لنفتتح حفل الربيع
فقد دعانا الورد للمهرجان
وارض تكتسى بظلال الذهب على خضرتها
فتكون اجمل لوحه لاروع فنان
مازلت فى روض الورد
ونسيت ان احدثكم عن الياسمين
مازلت فى انتظار حبيبتى
قالت انها قادمه.
..وانا دائما فى انتظار
لن يكتمل حسن الربيع الا بقدومها
العشب الاخضر ينتظر قدماها
الورد الاحمر حدثته عنها
وهمس لى
وقال صف لى ثغرها
صف لى انفاسها
فقلت انفاسها عطر يضوع
يتهادى حتى يسكن الضلوع
ثم ينتشر فيشدوا الفؤاد
ويفيق القلب
وترقص الخفقات
اما ثغرها
فيشبه لون اوراقك
ولكنه لايذبل مثلك..وينتهى
ثغرها دائما دافق بالشهد والدفىء
ثغرها ياورد
اذا غنى اهتز قلبى فى قفصه
واراد الطيران والتحرر من الاسر
اراد ان يكون بجوار قلبها
ثغرها ياورد
ليس له مثيل فى الحسن
اذا افتر عن ابتسامه ضحك النهار
واذا سقط ذهب الشمس على لؤلؤه
ذهب سناه وبريقه فتوغل فى روحى
ثغرها ياورد
مرسوم باتقان
هو خليط من اوراق الورد
ومن لؤلؤ المحار
ثغرها ياورد جمع كل العطر
النحل يجمع الرحيق من الورد ياورد
اما حبيبتى فرحيقها شهد.... اختصها به الرحمن
لو كتبت فى ثغرها ياورد
لانقضى النهار فى وصف شفتاها....ورحيق فاها
رحيق فاها ياورد
لايخرج ابدا الا لمن احبه فاها.
....فقال الورد ما أجمل حبيبتك وأبهاها
سأكون بانتظارها معك
انزع عنى اشواكى حتى لاتؤذى يداها.
...ولما ملت على الياسمين
وجدته يتراقص بالعبق وفى اوراقه الاشراق
وينثر عبقه بهدوء الواثق...أن الانفاس هى التى تبحث عنه
والعيون تكتحل برؤياه..
..كل الورود كل الزهور كل الالوان
صنعت فوضى جميله بالمكان
هو الربيع
هو رقصه الحب للزهور
رقصه ثم تتبعها رقصات
وعناق للاغصان بلا فراق
وهدوووووووء بنفسج
وعصافير تصدح بالجوار
والشمس اصبحت خيوطا بيضاء فضيه
تتسلل بين الاغصان
اذا رفعت عيناك لاعلى وجدت نجيمات كبيره خلف الاغصان
صنعتها الاوراق والظلال
يسبى عيونك جمالها فتغلقها فورا من شده الابهار
صباح الورد...صباح الحب
جاءت حبيبتى
لم اراها بعد
ولكن هذا هو عطرها
أشعر بالشوق قادم مع عطرها يكاد يعتصرنى من قوه العناق
هذا هو قلبى الصغير يخفق بقوه
لا ليست هذه انفاسى
لم تكن بهذه القوه
أشعر بحراره الدماء فى عروقى
لا ليست هذه يداى
فى كفوفى دفىء عجيب
اهذه هى استعدادات السلام واحتضان الايدى حتى تقبل الانامل الانامل
ويغوص كفى فى الحرير
مازلت مع العطر القادم الذى اعرفه
مازالت خيالاتى فى احضان الشوق
اهتزت الاغصان فجأه
غردت العصافير
رقص الورد
جاءت حبيبتى
بثوبها الحرير عليه فراشات مرسومه
على الابيض
تكاد روعه الالوان تبعث فيها الحياه وتطير
أطل وجه حبيبتى
فذهبت اليها كل الوان الورد
وطار اليها كل العطر
ورأيت بعيونها ذهب الشمس
وعلى أهدابها استقرت عيونى
اقتربت حبيبتى اكثر
اطارت طرف ثوبها النسمات
فامتدت ذراعا المرمر تأمر الثوب بالسكون والوقار
رأيت فى عيناها اتساع الكون
رأيت بعيناها سندس الاعشاب الخضر
رأيت بعيناها تشابك الاغصان
رأيت بعيناها وجهى...ما أجمله فى عيناها
ماأجمل عيناها
ومااروع شفتاها
حين القت السلام
الصوت هنا بجانبى
ولكنه كأنه قادم يشدو من بعيد
احتضنت يدى كفها فائق النعومه والليونه
صغير دقيق جميل
كأنه عصفور صغير لم يقوى بعد على الطيران
أحسست ان كفها نام واستراح بكفى
تواصل دق نبضها مع نبضى
تواصل همس كفها لكفى
راح منى الكلام
وقد كنت بارعا بالكلام
أحسست انى بحلم من الاحلام
حتى تحدثت هى
فنسيت عطر الورد
وانى واقف على الارض
ثم استقرت باحضانى
وبدأ الربيع
وصباح الورد........صباح الحب