وصيتي عندما اموت

...الوصيــــة...

اتمنى يامن تقرأ كتابي بأن تحتفظ بكتابي
هذه وصيتي انها بين يديك
فتمّعن بها جيدا..!
عندما تفارق روحي الجسد..
وتنقبض الاضلع كما كنت في المهد..
ويُرمى بي وتتركوني في اللحد..
اقرأ ورقتي ولاتبكي على موتي وذكرياتي للأبد..
بل ادعوا لي لعل الخالق يرحمني ..
اخبر اصدقائي بموتي ورحيلي..
سيبكون!...دعهم يبكون لعلهم كانوا يتذكرون..
ادخل غرفتي والقي نظرة عليها ولاتحزن..
تأمل كل شئ
الظاهر منها والمــكنون..
هذا مكتبي وتلك اوراقي..
هذا محرابي وتلك اشعاري..
ستجد بكل مكان..روح حبيبتي..
اخبر قلمي بموتي لعله سيجف حدادا على موتي..
ولملـم أوراقي وضعها بصندوق وارمي بها في البحر
فهو الذي يكتم أسراري..

واخبر ذاك العجوز الكريم...أبي!!
دعه يبكي فإنه كان يحبني..
لا تطلب منه أن يدعوا لي!!..
لأنه سيبكي ليلا وبالوتر يدعوا لي..

واخبر تلك العجوز الجميلة..أمي
الرقيقة الحسناء التي سكنتُ في داخلها

وكان دمها يجري في جسدي..
دعها تحزن فالأم أُمٌ وقلبها هو الأرقّ و الارحم

.................. ...
اذهب إلى منزل اميرتي واخبرها بوفاتي..
ستسقط وتنهمر بالبكاء !!

دعها تركض الي قبري
لتقف امامه تبكي..
وتنثر عليه الورود المنتحي..
وتترحم عليّ وعلى روحي..
دعها تنام عليه قليلا وتقبّل تربتي..
لعلي اسمع نبضاتها
وبعدها خذها الى بيتي..
ودعها تتأمل مثلك
مثلما تأملت في مكتبي واوراقي..
تحت تلك الاريكة الكبيرة صندوق افتحه امامها
يوجد صندوق به
ورقه خاصه لها
مكتوب عليها

هذا انا قد صعدت روحي لخالقها
فليرحمني الرب العلي التواب..
ويسعدك مثلما اسعدتني..
الطاهرة..العفيفة..الجميلة
حورية الارض وسيدة النساءِ
أبدع الخالق في رسم ملامحك
فسبحان من جعل من الطين حوريةً