:اا:
متى يفرح الله عز وجل؟
ان الله سبحانه وتعالى يفرح بتوبة عبده فرحا عظيما
قربه لنا النبي صلى الله عليه وسلم بمثال جميل حيث قال :
" إن الله يفرح بتوبة عبده - ومثل ذلك- برجل فقد راحلته في أرض مقفرة وعلى
راحلته طعامه وشرابه حتى أيقن الرجل أنه هالك لا محالة حيث لا طعام ولا
شراب في مفازة لا يعلمها إلا الله فجاء إلى شجرة فنام تحتها ينتظر الموت
قد يئس من الحياة وبينما هو كذلك جاءت ناقته وجعلت خطامها في يده -فقال
فرحا مسرورا لأن الحياة قد عادت له من جديد
وتأملوا قول النبي صلى الله
عليه وسلم وجعلت خطامها في يده ولم يقل اقتربت منه ولا قال رأها بل وضعت
خطامها في يده وكان أثر ذلك عظيما عليه إذ قال عند ذلك
" اللهم أنت عبدي وأنا ربك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطأ من شدة الفرح"
ونحن نقول في كلامنا خلط في كلامه وأصابته هستيريا لا يتمالك نفسه ولا يدري ما يخرج من رأسه وكل ذلك بسبب الفرح الشديد الذي تملكه
" يقول النبي صلى الله عليه وسلم إن الله يفرح بتوبة عبده وتوبة أمته أكثر من فرح هذا بناقته"
ولكن طبعا بدون تشبيه إذ فرح الله فرح بر وإحسان فرح غير محتاج بخلاف ذلك الرجل .
إذ ربنا ليس كمثله شيء وهو السميع البصير .
إن الإنسان مهما فعل في حياته
من المعاصي والذنوب فإنه إذا تاب إلى الله تاب الله عليه بل إن كل شيء
نخاف منه نفر منه إلا الله جل وعلا فإننا كلما خفنا منه فررنا إليه وهكذا
نرة أكثر الناس فرارا إلى الله هم العلماء كما قال جل وعلا : " إنما يخشى
الله من عباده العلماء " فالعلماء أكثر الناس خشية وبالتالي أكثر الناس
فرارا إلى الله قال تعالى : " ففروا إلى الله " .
ولنعلم جميعا أن التوبة واجبة
على الفور ومعنى هذا أننا يجب أن نتوب إلى الله بمجرد أن تزل القدم ونقع
في المعصية في فعل محرم أو ترك واجب فالمبادرة بالتوبة واجبة فإن وقع شيء
من التقصير وتأخرنا في التوبة لزمتنا توبة أخرى وهذه يغفل عنها كثير من
الناس فإنهم يتوبون إلى الله من معاص وقعت منهم منذ زمن وينسون أن يتوبوا
من تأخير توبتهم .
وكذا علينا أن نعلم أن رحمة
الله واسعة وأن توبة العبد تقع بين توبتين من الله ومعنى هذا أن الله
ابتدأ يتوب علينا حيث يوفقنا للتوبة وذلك أن ليس كل أحد يوفق للتوبة فإذا
وفقنا وأعلنا التوبة فإنه جل وعلا بعد ذلك يقبل توبتنا قال تعالى : " ثم
تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم " .
إذا تاب عليهم ثم تابوا ثم أخبر أنه تواب رحيم .
واسال الله العظيم ارحم الراحمين ان يتقبل توبتي ويتقبل كل تائب وتائبه
هل ستفرح الله ام تعصيه ؟