من روائع ابن القيم رحمه الله :-
قصة لامرأة فاجرة عشقت شاباً مسلماً كان جميلاً وكان يداوم على الصلاة في
المسجد الذي بجوار منزلها لكنه يخاف الله وكانت ذات مال وجمال،
ودعته لمنزلها فأبى حاولت ان تغريه بكل الأساليب وعندما فشلت وقد تمكن حبه من قلبها،
وتمكن حب الله من قلبه،
فأرســل إليها:
إن الحــرام سبيــل لســـت أســلكه
ولا أمـــر به ما عـــشت في النــــاس
فابــغ العفــــاف فإني لــست متبعـــا
ما تشتهين فـــكوني منه في يـــأس
إني سأحفـــظ فيكــم من يصونكــــمُ
فــلا تكوني أخـــا جـــهل ووســــواس
فلمـــا قرأت الكتــــاب كــتبت إليــه:
دع عنـــك هذا الذي أصبحــــت تذكـــره
وصـــر إلى حـــاجتي يا أيها القاســــي
دع التنســـك إنــــي لســـت ناســـكة
ولــــيس يدخل ما أبــديت في رأســـي
فأفشى ذلك إلى صديق له... لا ليواعـــدها ولا ليفجـــر بها ولا ليغـــدر بها ولكن يستشـــيره لعله يجـــد عنده مخرجا...
فقــــال له: لـــو بعثت إليها بعض أهلك فوعـــظتها وزجـــرتها رجوت أن تكـــف عنك.
فـــقال: والله لا فعلـــت ولا صرت للدنيا حـــديثا، وللعار في الدنيا خــير من الــــنار في الآخرة،:
العـــــــار في مــدة الدنيـــا وقلتـــها
يفني ويبقى الذي في العار يؤذيني
والنـــار لا تنقضــــي ما دام بي رمق
ولســـت ذا ميتة منــــها فتفنينــــي
لكـــن سأصبـــر صبر الحر محــتسبا
لعل ربـــي من الفــــردوس يدنينــي
أمســـك عنها فأرسلت إليه، والمـــحاولات ما زالت تتكـــرر:
إمــــا أن تزورني وإما أن أزورك؟
فأرسل إليهـــا: أربعي أيتها المـــــرأة على نفسك، ودعي عنـــك هذا الأمر.
فسحـــــرته ليحضر اليهـــا في الليل وعندما جــــاء الليــل شــــــعر
الشــاب بشـيء يحـــــــاول أن يجــره وحـــس انه يـــريد ان يراهــــا
فحــــاول ان يــقاوم لكنــــه لم يستطع وأخذت أقدامه تجــره للخروج!
فذهــــب لوالــده وقــــال: وماذا عــــساه ان يقــــول!!
قــــــال : قيدني يــــاأبــي!
امتنع الأب ولكـــن اصر فقيده ابوه في عمـــود البيت
وقـــال يَا أبي لاتـــحل قيدي وان بكــــــيت!
وكــــانت تمر عليه ســـاعات الليل فيـــزداد ألــمه ويشتد وجــــعه فيأخذ يصـــرخ ويتألمـــ
وظل يبكـــي طـوال الليــل حتى ظهـــر الصباح فلــم يعد يسمـــع له
صــــــوتاً !! وعندما اقترب والده منه وجـــده قد فارق الحــــياة !!!
لله درهُ مـــات في قيــد والده لكنه لم يخن [ ربهُ ] فصـــانه الله وحـــــــماه..
ياليتنا اذا حـــاولت الفتن ان تُغـــــرينا نقول: ( قيدنـــي يآ أبي )